الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

خلطة القبول

قبول الآخر هو ان تقبل من أمامك بكل ما يحمله من إختلافات دون تذمر او شكوى.. ان تكون مقتنعا تمام الاقتناع ان رأى الآخر يحتمل الصواب، ولو لم يحتمل لن اقتله لخطأه بل سأتقبله وأجد معه منطقة وسطى نتعامل من خلالها.

يتزوج الرجل من المرأه ويكون أول تصادم هو  الاختلاف الرهيب الناتج عن إختلاف الجنس والتربية والأولويات فتحدث المشكلة، لأن كل واحد منهم يريد ان يطبع الآخر بطبعه ويغير منه حتى يستطيع إكمال المشوار معه.. تتوالى المحاولات ثم تبوء بالفشل.. فكل منهم متمسك برأيه ومتأكد من صواب اتجاهه، فيفترقا. ماذا لو حاول كل منهما تقبل الآخر كما هو؟ أكاد أجزم أن التقبل سيجعل الطرف الآخر  ينزل من على منصة الدفاع وينحى العدائية والتمسك بالرأى  ويسمح لشريكه ان يملى عليه ما يحب_ ليرضيه_.. 

عندما تحدث مشكلة بين طرفين واكون انا القاضي فيها واستمع لوجهه نظر الطرفين على التوالى أشعر بشعور غريب..حدث واحد أبطاله طرفان، يرى كل منهم الحدث من وجهته وانا كطرف ثالث أرى من الخارج ان كلاهما محق من وجهه نظره، فما المشكلة ان يسمح كل منهما للآخر ان يشرح وجهه نظره وقتها سيحل الوئام..

هل أعطيك وصفة لتقبل الآخر مهما كان؟ هل ستتناول الوصفة السحرية التى تسوغ لك الآخر ولو كان علقما مريرا؟!

الوصفة هى كثير من التعاطف على حفنة من الرحمة على قليل من العتاب.. أخلطهم وأنظر من خلالهم لمن ترجو ان تتقبله.

يحكى أن زوج وزوجة اتفقا على قضاء عطلة آخر الاسبوع فى نزهة وكان الاتفاق أن الساعة الخامسة يوم الخميس سيتصل الزوج لتحضر الزوجة نفسها ويطيرا فى رحلة الاحلام.. اتى اليوم الموعود وحضرت الزوجة نفسها واستعدت للرحلة بينما طرأ جديد فى عمل الزوج فأنشغل به وأجل الإتصال بالزوجة عله ينتهى من عمله سريعا ويفى بوعده، الساعة الخامسة ولم يتصل، السادسة.. السابعة..فأتصلت الزوجة تسأل عن سر التأخير فجاوبها الزوج "اقفلى دلوقت عندى شغل"....

فشلت الزوجة فى إستحضار الصبر فهى تتوق لمثل هذا اليوم من زمن، وفكرت فى عدم أهميتها مقارنة بعمل زوجها، ووسوس لها الشيطان أنها لاتساوى دقيقة يقتطعها الزوج من وقته ليعتذر لها..

أنتهى الزوج من عمله بفراغ الصبر.. فكر أن عليه ان يبدأ خطته، اشترى ورودا رائعة وتركها فى السيارة وراح ليحضر أميرته لينطلقا ويعوضا التأخير..

وجد الزوج زوجته فى قمة الاستياء والحزن يملؤ نفسها، فحاول ان يشرح لها فقاطعته بما حضر لذهنها من سوء تقدير وإهمال منه، غضب الزوج فى نفسه وندم على مسارعته الثوانى  والدقائق حتى لا ينكث وعده معها وتصميمه على إتمام الإتفاق رغم كل التعب الذى مر به خلال اليوم..

بكت هى من إهماله وحزن هو من عدم تقديرها وألغيت الرحلة.. ونحن كطرف متفرج نعلم الحقيقة ونتعاطف مع كليهما ونتحسر على الورود الرائعة ونتمنى لو سمع كل منهما الآخر وقدر موقفه.. فلنحضر الوصفة إذن ونحاول ان ندسها لهما حتى يتقبل كل منهما موقف الآخر.

بعد الوصفة :

يحكى أن زوج وزوجة اتفقا على قضاء عطلة آخر الاسبوع فى نزهة وكان الاتفاق أن الساعة الخامسة يوم الخميس سيتصل الزوج لتحضر الزوجة نفسها ويطيرا فى رحلة الاحلام..اتى اليوم الموعود وحضرت الزوجة نفسها واستعدت للرحلة بينما طرأ جديد فى عمل الزوج فأنشغل به وأجل الإتصال بالزوجة عله ينتهى من عمله سريعا ويفى بوعده، الساعة الخامسة ولم يتصل، السادسة.. السابعة.. فأتصلت الزوجة تسأل عن سر التأخير فجاوبها الزوج "اقفلى دلوقت عندى شغل"..

فقالت الزوجة اللهم إجعله خير..وفكرت كم يتعب زوجها فى إسعادها وكسر ملل حياتهما برحلة كل حين، مرت ساعتين وهو يسارع الدقائق حتى لا ينكث بوعده مع زوجته.. 

أنتهى هو من عمله بفراغ الصبر وأشترى ورودا رائعة وراح ليحضر أميرته لينطلقا فى رحلتهما ويعوضا التأخير.. دخل عليها فوجدها باسمة عطوفة فأعتذر لها وشرح لها سبب التأخير..فعرضت عليه أن يلغيا الرحلة ليرتاح من تعب يوم طويل.. فأبى أن يكسر فرحتها بالخروج وهى التى تظل حبيسة الجدران لحين موعد كهذا..إنطلقا معا واعطاها الورود وقضا وقتا لطيفا مفعما بالتعاطف والرحمة.

ونحن الآن كطرف ثالث متفرج نجزم بأن الرؤية من طرف واحد قاصرة وان عدم قبولنا للآخر بوجهات نظره او كوامنه او ظروفه تضيع الكثير من الحب، وان بعضا من التعاطف والرحمة يسوغ لك اللآخر ولو كان علقما وان هناك دائما فرصة للقبول طالما كان فى العمر بقية.

0 comments

إرسال تعليق