الجمعة، 27 سبتمبر 2019

كف عن المعاناة

        "اعتزل ما يؤذيك " قالها سيدنا عمر بن الخطاب لكى ينئيك عن كل ما يستهلك روحك وبدنك ونفسك، فالأذى طاقة سلبية تسحبك لمجالها وحين تدخل دوامتها لا تسلم من ضررها.

       وعلى ذكر علم الطاقة او الفينج شوى فإن كل فرد يملك حوله هالة من الطاقة تختار أنت نوعها تبعا لأفعالك وممارساتك فإما أن تكون هالتك إيجابية، وإما تكون هالتك سلبية وهذا ما يتضح لك حينما يدخل عليك شخص ما فتحس بالراحة والحبور بينما يدخل شخص آخر فتشعر بإنقباضة صدرك ونقص فى أكسجين المكان.

هل تعلم أيضا أن عقلك عبارة عن مكتبة كبيرة غنية بالملفات المتراصة فوق بعضها البعض فى كومين.الكوم الأول ملفات سلبية والثانى ملفات إيجابية..جرب أن تستدعى ملفا إيجابيا واحدا ستجد شلالا من الملفات الإيجابية ينهمر على راسك كما هو الحال فى الملفات السلبية.

إذن جرب ان تخالط أحدا من ذوى الطاقات الايجابية فستجد المكان قد  إتسع، وتجد الراحة قد عمت المكان، وشعور خفى بالسعادة قد وجد، وسيفجر داخلك طاقات للخير والجمال و والحب، وحين الحديث معه ستجد نفسك تستدعى جميع المواقف الايجابية والذكريات المفرحة من غياهب عقلك، وستتركه وأنت فى حالة خفة ونشوة وتتمنى لو تلتقى به ثانية لجميل أثره عليك ...

وعلى العكس تماما لو خالطت شخصا طاقته سلبية فستجد المكان على اتساعه ضيق وخانق وستجد إحساسا بالوهن  والكسل قد أنتابك، ولأن أحاديثه كلها ساخطة ناقمة فستجد نفسك تشارك لا إراديا فى صراع  السخط هذا فتستدعى مواقفا   تخدم الموضوع وتتذكر المزيد والمزيد، تغلى الدماء فى عروقك وتتذكر المزيد وتنقم وتسخط حتى ينتهى لقاءك معه بكمية لا نهائية من التعقيدات المختلفة.

يحكى انه ذات يوم سقطت ضفدعتان فى حفرة  فحاولت كل واحدة منهن الخروج، فأشارت لهما قبيلة الضفادع بالخارج ان المهمه صعبة جدا فليستسلما للموت بدلا من تكبد العناء فى محاولات فاشلة، فأستسلمت إحداهن وقاومت الأخرى وعكفت على المحاولة حتى نجحت وخرجت من الحفرة .
وحين سألتها مجموعة الضفادع فى الخارج هل كنتى تسمعيننا فأشارت لهم أنها تعانى من الصمم وما شجعها على الخروج هى إيماءاتهم التى كانت تشير لها بعدم الاستسلام وبذلك خرجت بسلام.. 

لم تعلم الضفدعة الصماء أنهم كانوا يريدون لها الاستسلام والموت، ولم تعلم أن طاقتها وإصرارها على البقاء هو من أنقذها، ولم تعلم ان صديقتها المسكينة إنما ماتت لأنها أسلمت أذنها لإناس شحنوها بالسلبية والاستسلام ولانها كانت عديمة الثقة بقدرتها على الخروج.

نقطة أخرى شديدة الأهمية قد أكد عليها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهى التغافل، لا تجعل كل كلمة وكل موقف وكل حدث مررت به يمر فيك، بل أحيانا يكون من كمال عقل المرء أن يتغافل عنه، فلا تعطيه فرصة يتفاعل مع طاقتك فلا يأخذ منك ولا تأخذ منه، ترفع دوما عن سفاسف الأمور والغث من القول. 

ماذا لو ألقى توماس أديسون لكلمات معلمه بالا عندما قال أنه أغبى من أن يتعلم اى شئ؟! أكان سيصل لما وصل إليه من العلم، أو كان أهتم البرت أينشتاين برأى معلمه الذى كان يقول عنه انه يسبح فى أحلامه الغبية، هل كان تحرك وسعى وأصبح ما أصبح عليه! بالطبع لا. 

ها وقد عرفت ان كل ما يجلب لك الأذى النفسي او المادى  قد نهيت عنه، أمازلت تصر أن تعانى؟! إذن تلك هى مسألتك.

1 comments: