الجمعة، 27 سبتمبر 2019

أرنى عدلك

تمتلأ حياتنا اليومية بأمثلة العدل الإلهى.. عدل تطمئن له القلوب وتحط به عن عقلها الهموم، طالما أن الأمر بيد حاكم عدل لا تأخذه سنة ولا نوم فلا تحزن، فقط استمتع بإدارة الله لأحوال من حولك وخذ العظة.

عندما قال سيدنا موسى عليه السلام لرب العالمين أرنى عدلك فقال له جل وعلا إذهب إلى عين الماء، فذهب موسي وإنتظر ما سيعرضه له رب العالمين من أمثلة يتجلى فيها العدل، فرأى فارس ينزل من على ظهر جواده ليستقى فوقع منه كيسا مليئاً بالنقود ثم مضى، فجاء غلام بغرض السقاية ووجد كيس النقود فأخذه ثم قصد هذه العين رجل ضرير بمجرد اقترابه اذ بالفارس يقترب يبحث عن كيسه الذى فقده، وشك ان الضرير قد أخذه فأنهال عليه بالضرب حتى أرداه قتيلا..

ما العدل فى هذا وقد ذهبت نقود الفارس الى الغلام وحوسب عليها العجوز؟! فأوحى الله إلى موسي أن الفارس كان قد سرق مال والد الغلام فرد له الله ماله، وقد قتل العجوز أبا الفارس فأقتص منه وقتله، وهكذا نال كل واحد منهم ما يليق به وتحقق العدل وكان جزاءًا وفاقًا..

أحد أغرب حوادث الانتحار حدثت عام 1994 لشاب يدعى أورلاند أوبوس الذى قفز من أعلى بناية مكونة من عشر طوابق بعدما ترك رسالة فحواها أنه يئس من حياته.. لم يكن يعلم أوبوس أن هناك شبكة امان فى الدور الثامن للبناية مما جعل له فرصة فى النجاة، لكن هل نجا؟.

لم ينج أوبوس، لكنه ما مات إلا من طلق نارى أصاب رأسه وليس جراء قفزه من أعلى البناية..وعند البحث وجدوا أن الطلقة خرجت من نافذة شقة فى الدور التاسع يقطنها زوجان عجوزان دائما الشجار وعند التحقيق معهما اعترف الزوج أن الطلقة من مسدسه الذى كان يهدد به زوجته كالعادة لكنه فوجئ بالطلقة وهو ما اعتاد أن يضع طلقات أبدا وكأن أحدا ما هو من وضعها ليورطه فى قتل زوجته..

إذن من مصلحته أن تموت الزوجة ويقضي الزوج  بقية عمره فى السجن؟ بالتحقيق أشارت أصابع الاتهام إلى الإبن الوحيد الذى يمر بضائقه مالية وعرض على والديه أن يساعداه فقابلا طلبه بالاعتراض ففكر ان يتخلص منهما ووضع رصاص فى مسدس أبيه حتى إذا حان وقت الشجار تخرج الرصاصة وتنهى المطلوب، المفاجأة ان الابن هو أورلاند أوبوس ذاته الذى فقد امل التخلص من والديه فقرر إنهاء حياته يأسا وخجلا وأختار ميتته بيده ولكن كان للقدر راى آخر؛ رأى تتجلى فيه أصول العدل الالهى فأبى الله أن يفلت المجرم بفعلته حتى لو  إلى الموت،ويتهم فيها آخر بدون وجه حق.

كان هناك ثلاثة ثيران أبيض وأحمر وأسود ويصاحبهم أسد، وكان الاسد لا يجد لأكلهم سبيل إلا التفرقة بينهم..فأجتمع بالثورين الاسود والاحمر وأقنعهم بجدوى أكله للثور الأبيض واستفرادهم بالحكم والغلبة، فوافقوا واتفقوا وأكل الثور الابيض.بعدها حدث الثور الاحمر عن ضرورة أكل الثور الاسود حتى يخلو لهما الطريق ووافق فأكل الثور الاسود.ثم جاء الاسد للثور المنفرد الوحيد وقال له إنى آكلك لامحالة فقال له إنى أُكلت يوم أُكِل الثور الابيض.

ذهبت إمرأه الى سيدنا داوود فقالت له ربك ظالم فسألها عن سبب قولها فأجابت "كان معى خرقه حمراء جمعت بها غزلى وذهبت إلى السوق لأبيعه وإذ بغراب يهجم على ويخطفها منى وما حيلتى أنا الآن فى صغارى الجياع وكان غزلى هو كل ما أملك؟ وقبل أن يجيبها دخل عليه عدد من التجار وبيد كل واحد منهم مائة دينار وقال أحدهم لقد نجانا الله اليوم فقد كنا فى عرض البحر وأصاب سفينتنا العطب وامتلأت بالثقوب وكدنا نغرق لولا أن أقترب منا طير يحمل خرقه حمراء بها غزل سددنا به جميع الثقوب ونجونا فعاهدنا الله أن يتصدق كل فرد فينا بمائة دينار وهاهى النقود، فنظر سيدنا داوود للمرأة وقال لها يتجر لكى فى البر والبحر وتدعينه ظالمًا!.

أيجتمع كل هذا العدل الإلهى مع قلب غير مطمئن أو حزين! هل يعى العقل مثل هذه الأمثلة ثم يغفلها فينساها ويحزن؟! لما الحزن طالما أن الأمر بيد حاكم عدل لا تأخذه سنة ولانوم!، فقط انظر واستمتع لادارة الله للأمور وخذ العظة.

0 comments

إرسال تعليق