اكرمنى الله وبعد تفكير عميق وتدبير لميزانية الأسرة لعام قادم بشراء غسالة للصحون، تريحنى من هم المواعين التى لا تنتهى ولا ينقطع نسلها فى الحوض الذى لا يهنأ بالى برؤية أرضيته المعدنية ولا بالوعته المثقبة..همى الأكبر وهم أجيال كاملة سابقة ولاحقة سيندثر بمجرد الضغطة على حفنة أزرار لتنطلق البطلة الشجاعة فى تنظيف ما عجزت ايدينا عن دعكه وعجزت قدراتنا الخارقة على اللحاق بركابه فسرعة تكاثر الصحون أسرع من سرعة فوران اللبن الملتفت عنه..انتظرت لإكمال حمولة الغسالة من صحون وأكواب، انتظرت حتى تمتلأ وأقوم بالإحتفال بعملية التشغيل الأولى.. أعطيت أوامر بالإسراف فى إستخدام جميع الأوانى المطبخية على غير العادة فلدينا الآن بطلة خارقة ستبتلع كل هؤلاء المشردين..فكرت كيف أمتلأ الحوض والمطبخ والطرقات والسلالم بالصحون اليوم السابق لحضور الغسالة، سرعة هائلة وطاقة تكاثر غير مبررة.. حالا سأقطع نسل هؤلاء الأشقياء ولن يهمنى تكاثرهم بعد الآن..لنذهب بعيدا عنها قليلا حتى أفسح المجال لمزيد من الأواعى، وسأحدثكم عما يجذب المتحرش لضحيته، دوما الضحية تكون خائفة قلقه من التحرش أو من مجرد إقتراب أحد منها فتسلك سلوك مضطرب يشعر به المتحرش فيقترب وغالبا يوفق فى هذا الأمر لأن ضحيته ضعيفة وخائفة وقلقه..الإنسان منا عبارة عن طاقة والطاقات تنجذب لبعضها البعض،وبمجرد التفكير فى خوفك من أمر ما فإن طاقتك تشحذ بفاعلية كبرى لجذب ذلك الامر بكفاءة عالية، تحسبك للخيانة يجعلك عرضة للخيانة وخوفك من السرقة يسقطك فريسة سهلة للصوص، خوفك من البخل يجذب إليك البخلاء وخوفك من الداء هو مدخلك لعالم المرض..الناس من خوف الفقر فى فقر ومن خوف الذل فى ذل لأنهم يجذبون بطاقتهم السلبية ما يخشون منه بقدرة عالية.. وربما لهذا السبب لم تمتلأ الغسالة إلى الآن بالصحون..الطبيعى والمتفق عليه أنى دوما كنت أخشي تراكم الصحون فى الحوض وهذا ما يجعل طاقتى كلها موجهة لجذب الصحون والأكواب بسرعة كبيرة على عكس الوضع الحالى فأنا أنتظر بفراغ الصبر تكاثرهم حتى أقطع نسلهم جميعا.. الحل الوحيد الآن أن أجرب برنامج النصف حمولة وأحتفل بعملية التشغيل الأولى..بعد نصف ساعة بالضبط وجدت الحوض ممتلئ بأصناف شتى من الأوانى .. ماهذا المأزق السخيف فقد نسيت أن أصدر أوامرى بالكف عن الإسراف فى إستخدام الصحون طالما أن الغسالة فى وضع التشغيل..وأصبح جسدى جسم مشع ينضح بطاقات رهيبة تحول كل ما تلامسه لأوانى تذهب سريعا للحوض حيث أراها بأم عينى تتكاثر مع بعضها البعض وذاتيا وكأحاديات الخلايا لتنتج كوما هائلا يعجز معه العنصر البشرى عن تحديه وحصره، ما الذى تغير؟! إنها الطاقة، إنه الخوف..(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)عندما خافت أم موسي على رضيعها تحتم عليها أن تلقيه فى اليم، بإلقاءها وليدها فى اليم فإنها قد تخلصت من طاقة الخوف التى كانت لتجذب مخاوفها إليها ويتحقق ما تخشاه، فأتى لها الوحى الإلهى بأمر الإلقاء متبوعا بالأمر بألا تخاف ولا تحزن.. وكانت النتيجةفَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ..والآن بعد أن عرفت أن خوفى سيجلب لى مزيدا من المخاوف، والحزن سيجتر أحزان ، والصحون ستجلب آلاف مثيلتها، فسأروض مجال طاقتى لإجتذاب كل ما هو إيجابى فقط وسأتخلص من مخاوفى التى لن تأتى إلى إلا بمزيد منها..
السبت، 21 سبتمبر 2019
الخوف بين الوهم والحقيقة
التاريخ - سبتمبر 21, 2019
شارك هذا الموضوع
المواضيع المشابهة :
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الأعلى قراءة
-
الأمور النفسية عندما تختلط بالأشياء المادية تعطى لها بعدا آخر.. بمعنى أن جدران المنازل ليست جدران صماء خرساء وإنما مزيج من ال...
-
تهرول الصغيرة إلى أمها مسرعة بأعين دامعة وقلب مضطرب وأيد دبقة، تحاول أن تتكلم وتشير إلى شئ ما هناك، لم تفهم الأم قصد الصغيرة ولكن رأتنى ...
-
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أعزائنا المتابعين .. أهلا بكم وحلقة جديدة من برنامجكم '' تحلية بدون سكر '' نتابع موضوع...
-
يقولون كل إنسان له حظ من إسمه ولكنها كانت شواذ هذه القاعدة،كان إسمها سارة لكن لم يعرف السرور إلى قلبها سبيل..ربما كان إسمها الحقيقى أشجان....
-
لو أننا لم نفترق لظللت نجما فى سمائك ساريا وتركت عمرى فى لهيبك يحترق (فاروق جويده) إنه الفراق نهاية النهاية وبداية المعاناة.. ا...
-
خرجت كعادتها فى الصباح الباكر، تسابق الشمس فى الشروق.. تريد أن تصل إلى السوق قبل باقى التجار لتكسب "زبون البدرية".. اختارت ل...
-
ذات يوم جائتنى صديقة..تحكى لى عن مشاعر رقيقة، قابلت رجلا وافتتنت به..فهو جميل وذو وجه بهى. ظريف الشكل، خفيف الظل. جيوبه ملأى بالعملات، و...
-
بسيطة هى لكنها عميقة.. تلك اللحظة التى تتحول عندها الاشياء وتتبدل عندها المصائر، لحظة تقف بها أمام نفسك وتأخذ قرار؛ قرار بأن يتغير كل...
-
قبول الآخر هو ان تقبل من أمامك بكل ما يحمله من إختلافات دون تذمر او شكوى.. ان تكون مقتنعا تمام الاقتناع ان رأى الآخر يحتمل الصواب، ولو لم ...
-
"اعتزل ما يؤذيك " قالها سيدنا عمر بن الخطاب لكى ينئيك عن كل ما يستهلك روحك وبدنك ونفسك، فالأذى طاقة سلبية تسحبك لمجالها ...
👍👍👍
ردحذف