الاثنين، 30 سبتمبر 2019

يحكى أن

ذات يوم جائتنى صديقة..تحكى لى عن مشاعر رقيقة، قابلت رجلا وافتتنت به..فهو جميل وذو وجه بهى.
ظريف الشكل، خفيف الظل. جيوبه ملأى بالعملات، ويعمل مديرا بإحدى الشركات. 
وضعه الإجتماعى رهيب، وفى محيطه مهيب.. يقابل الكل بإبتسامه، وشكله شديد الوسامة.

فقلت لها صديقتى الحبيبة، انتى من قلبى قريبة.. اريد لكى السعادة المديدة، لكن هذه ليست معايير الزيجة السعيدة.

فقالت لى هو رفيق أيامى الآتية، وحل جميع مشكلاتى العاتية، فقلت لها فعلا حالتك مستعصية.
قالت أرى فيه رجل أنوثتى، وسيجعلنى سيدة مجتمع، عنده سيارة وشقة لماذا تنظرى هكذا لا تتهمينى بالطمع، ولا تطلبى منى التأنى فحبه أسرنى غصبا عنى.. فقلت اللهم خيب ظنى..

مرت أيام قصيرة وأتى الفارس الحبيب.. على رجليه لأن منزله قريب.. وبكامل إرادته وقواه العقلية.. طلب صديقتى للرحلة الأبدية.. 

قابله الأهل بالترحاب، ونظموا حفل ودعوا الأحباب.. وفى قائمة المدعوين كنت أنا من المنسيين.. 

لماذا يا صديقتى الغالية؟  أتعلمى ظروفى الحالية؟ أم إنك لم تريدى تذكر نصائحى الأليمة؟ أم استخسرتى في الوليمة؟ 
دعوت اللهم خيب ظنى، وأسعد من ابتعدوا بإرادتهم عنى.. وعرفت صديقى وأعطيته علامة، وقابلت سوء حظى بابتسامة..

مر عام وشهور.. .واتصلت صديقتى تستأذن فى الزيارة، فقلت لها بيتى لكى سكنا وسيكون مجيئك مناسبة سارة.. 

جائتنى شاحبة نحيفة ذابلة.. أكل ذلك لأنى كنت لها هاملة.. 
فسألتها لأبحث عن السبب، فقالت لى مايثير العجب..

ظهر رفيقي على حقيقته.. فما رأيته كان عكس سجيته..
تفنن فى إظهار المحبة، فظننته شيخ تحت القبة.. 
الوعود الوردية لم تعد موجودة، وحياتى معه لم تقترب من المنشودة..
كنت أنشد حياة ملأى بالحب والحنان.. فاتهمنى نبع المحبة بالجنان..
فقال أأترك عملى وأتفرغ للحب، وماذا نأكل أم سندعو الرب..
يبعث لنا بالهم والمم.. ويسخر لنا من يحمل عنا الهم.

فقلت له الهم والمم أمرهما هين، ومن أين يأتى الهم وأنت لين..
ستحلو لنا الحياة طالما لى بششت وسأحولها لك جنة إن هششت..

فقال لى أفرغ نفسي للبشاشة والهشاشة، وأنا غارق فى الديون وأقساط الشاشة..

فقلت ما نفعى بالشاشة والرفاهيات، وأنت مفقودى أساس الأساسيات..

فقال لى لم يكن هذا رأيك قبل ذلك. أتناسيتى ليلة مباراة الزمالك!.
يوم قلت لك أن المشجعين سيظلوا أوفياء، فقلتى هذا هو أس الغباء..

فما النفع من تشجيع فريق لا يحصد الكؤوس، المهم فى الحياة هو الفلوس..

النجاح، الحب والحنان لا تطعم الأفواة الجائعة، الحياة تحتاج لعقول بارعة.. تعرف إلى الجنيه ألف طريق.. فهو من يساعد وقت الضيق... 

فقلت لك لكن المشاعر مطلوبة، أريد ان تكون حياتنا كلها فترة خطوبة.. 

فقلتى لي دماغك صلبة كالطوبة، أتريد أن أشقى حتى أصبح كركوبه.. الحب لا يملأ الدولاب،برأيك الورد أحلى ام الكباب! 

فقلت لك الورد رسول المحبين.. رسائل حب وشوق وحنين.. فقلت لى بل زرع فى طين.. أنا أحب الكباب والخروجات والفساتين..

رسمتى لى الطريق ذلك الحين.. فعملت بكل جهدى كى تفرحين، وذبلت فى نفسي ورودا ورياحين..أيام كنت أعمل بوظيفتين..

أتأتى الآن وتغيرين رأيك وأولوياتك، أم مللتى من روتين حياتك!
 تطلبين الحين رومانسية ومفاجآت سارة! لكنى لم أكمل قسط السيارة.

طلباتك أوامر ونعم وحاضر.. قتلتى في قلبى كل خاطر..
ودعت الرومانسية والحنان والحنين وأصبح كل فكرى فى ماذا تطلبين؟! 

وأكملت وهى تبكى.. أضعت حبيبى يا صديقتى، أكان كل خطأى أن أؤمن عيشتى؟! الحمد لله أمتلك حاليا جميع الرفاهيات، لكن حياتى خالية من الضحكات.. 

يأتى كل يوم مثقل بالهموم.. وأنا فارغة طوال اليوم، أفتح معه مجالا للكلام..فيفاجئنى انه نام..

دواليبى ملأى بالفساتين ولكن قلبى حزين، أحس بالوحدة دائما بينما هو يعمل أو نائما..

فقلت لها ستسمعين كلامى هذه المرة أم ستعتبرين نصائحى مرة؟! 
فقالت انصحينى لكن لا تقولى أنى اسأت الإختيار، فأنا لا أقبل عنه شئ ولو قذفنى بالنار.. 

فقلت بل هو إبن أصول، سعى بكل ما يملك حتى ترضين.. ونحى عواطفه جانبا  وتنازل عن رومانسيته حتى تشبعين..

 الخطأ عندك من البداية، أتذكرى يوم بدأت الحكاية، وكان كل تركيزك على الشكل والوسامة والماديات.. لم تفكرى فى حياة متزنة بل رفاهيات.
فنقلتى له الشعور بأنه مصباح علاء الدين... وأصبح همه أن يحقق الأمنيات لتفرحين.
لم تدركى أنك تضيعين أحلى أيام حياتك..وأيام حياة شريك يلبى رغباتك..فخففى عنه من الطلبات والأوامر واعلمى أن الحياة ليست إجلب وحاضر..

وإن أردتى تغيير حياتك، لابد أن تراجعى أولوياتك..هل تريدين نقودا وملابس وسيارة وكماليات  أم تعيشين كفافا وتحتضنين زوجك وتنسيه ما فات..

العمر لحظة واللحظة التى تمضى لاتعود، فأقتنصى الفرصة وافتحى بابك حتى يعود..
اعطى له الأمان واخبريه، أنه أغلى ما تملكيه..
 ولا يهمك إن عشتما على الكفاف.. فالرب يعطى البرد على قدر اللحاف..
 قولى وأعملى حتى يتيقن من التغيير.. وحينها ستجدى حياتك غير..

السعادة فى الود والرحمة والحنان..والبيوت السعيدة هبة من الرحمن..
صليا ركعتين معا واوعديه بالتغيير ولا تتطلعى لما عند غيرك حتى بالتفكير..

ربك سيرزقك السعادة، عندما تجعلى الرضا عادة. ارض بما قسمه الله وهو سيعطيكى ويرضيكى ويصلح لك زوجك وهو علي _سبحانه_هين.. 

 فانطلقت صديقتى وهى تعدنى بالتغيير، فقلت  لا يهم أنا بل المهم البطل الهمام  .. زوجك يحبك ويستحق التقدير، حاولى أن ترضيه ولا يكون_ فقط _كلام.

هاتفتنى بعدها تشكرنى وتطمأننى على الإنقلاب وأنها أصبحت تفضل الورود عن الكباب، وزوجها ترك عمله بعد العصر ويعود باكرا ليجدها أميرة فى القصر..
فما يكسبه يفيض  عن احتياجاتها الاساسية ولا داعى لأى رفاهية.. فالسعادة لا تصنعها الرفاهيات، بل يفعلها الحب الذى يصنع المعجزات..

6 comments:

  1. الردود
    1. خليكوا اوفياء على طول ههههههه ضيعتوه معكم

      حذف
    2. عارفاكو يابتوع الكاميرا المخفيه😂

      حذف
  2. حلو الكلام دا برافو 👌👌👌

    ردحذف
  3. خير الامور الوسط والرضا بما قسمه الله
    جميل
    وشيق
    ومنمق
    برافو

    ردحذف
  4. المودة والرحمة، أحسنت يا دعاء 😍

    ردحذف